القائمة الرئيسية

الصفحات

الجسد والروح




(وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا) ﴿الإسراء: ٨٥﴾ صدق الله العظيم
إن الروح هي امر الله "كن فيكون" وهي امر الحياة للمخلوقات فما قد قال الله له "كن" فيكون الى مالا نهاية، فلذلك الانسان عندما يموت فان ما يموت هو جسده فقط وليس روحه فأما روحه فتنتقل الى حياة أخرى
الان السؤال: من المتحكم الرئيسي هل الجسد ام الروح؟!
في الحقيقة ان الجسد هو آليات عمل للروح في هذه الأرض ليكون متوافقاً مع الفيزياء التي نعرفها من جاذبيه وغيره، فالروح بدون جسد لن يراها الانسان الذي لديه جسد وخير مثال الموت وسوف افصل كل شيء لاحقاً ان شاء الله
إذاً ان الجسد عباره عن آليات عمل للروح واما الروح فهي تستخدم هذا الجسد بكل آلياته واعضائه للتواصل مع هذا العالم الذي نعرفه اليوم وللتبسيط أكثر
تخيل معي ان الروح هي طاقة العمل مثل الكهرباء وان الجسد هي المصباح الذي يحتاج الى هذه الطاقة لكي يضيء واما الضوء الناتج عن ذلك فهو التواصل بين المصباح والواقع المحيط.
فكذلك الروح هي سر الحياة لهذا الجسد فكما المصباح ذلك لن يكون له أي فائدة بدون الكهرباء، فكذلك الجسد ليس منه أي فائدة بدون الروح .
فلهذا عند الموت وخروج الروح من الجسد فان الجسد ينتهي ويفنى. بينما تبقى الروح حية وتنتقل الى حياة أخرى بكل احاسيسها.
اذاً عرفنا ان المتحكم الرئيسي هو الروح فكما ان الكهرباء لا تحتاج لمصباح لتكون موجودة وتعمل فكذلك الروح لا تحتاج لجسد لتكون حية.
فهي سر الحياة وامر الله "كن فيكون".
قلنا ان المتحكم الرئيسي هو الروح لكن هذا لا يعني ان الجسد لا يؤثر بالروح بل يؤثر بها تأثيراً شبه مباشر ما دامت في هذا الجسد، فهي تحس بكل ما يحس به الجسد , الامر اشبه بأن الجسد مع الروح مثل القدر عندما تملأه بالماء فان ذلك سيغير من وزن القدر.
فكذلك الجسد يغير من احاسيس الروح بناء على ما يجري للجسد فإن أصيب بجرح فان الروح هي من تشعر بذلك الجرح عن طريق الجسد لكن هل قد وجدت ان الجسد سيشعر بذلك الجرح بعد الموت وخروجها من الجسد؟!
حتماً لا.. لحظة.. دعني ابسطها لك اكثر، الم تلاحظ بأنك احياناً تنام ليلاً وانت في اتم الصحة ثم عندما تصحو فإنك تصحو وجسدك يؤلمك او مريض..
السؤال الذي يطرح نفسه فهل شعرت بالمرض قبل ان تصحو؟!
حتماً لا.. لان الروح لم تكن في الجسد حينها إلا انها ما زالت مربوطة بالجسد كونه لم يتلف بعد حتى يموت موت كامل (يتوفى). فان الجسد لم يشعر اطلاقاً بالآلام ولا بالمرض حتى عادت الى الجسد مجدداً عندما استيقظت فمباشرة انتقلت الاحاسيس الذي في الجسد الى الروح فشعر بها الانسان لان روحه هي أساس المشاعر والاحاسيس، الامر اشبه بان تحبس صنبور ماء داخل ماسورة فعندما فتحته انتقل هذا الماء الى قدر لتملأه بالماء .
فكذلك الجسد تبقى الاحاسيس داخله لا يشعر بها الإنسان حتى تعود روحه الى ذلك الجسد فتنتقل مشاكل الجسد الى الروح كإحساس.
إذاً اتفقنا ان الروح هي المتحكم في الجسد الا انها تتأثر بكل ما يجري للجسد ما دامت داخل الجسد ولم يموت تماماً بعد.
السؤال الان كيف يعمل الجسد وينقل الاحاسيس الى الروح
ببساطه، ان الروح هي نسخه طبق الأصل من الجسد الا انها من مادة مختلفة تماماً لا تخضع لقوانين الفيزياء التي نعرفها فلا نراها بأعيننا الجسدية ولا نلمسها بأيدينا المادية ولهذا لا نراها عند موت انسان وقال الله تعالى : (فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ ﴿٨٣﴾ وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ ﴿٨٤﴾ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَـٰكِن لَّا تُبْصِرُونَ ﴿٨٥﴾ فَلَوْلَا إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ ﴿٨٦﴾ تَرْجِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٨٧﴾) ﴿الواقعة: 83 - 87﴾ صدق الله العظيم
فكذلك الملائكة التي تأخذ روح هذا الانسان لانهم أرواح لا أجساد فلا نراها وقال الله تعالى : ( وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ ۖ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ ﴿٦١﴾ ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّـهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ ۚ أَلَا لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ ﴿٦٢﴾) ﴿الأنعام: ٦١﴾ صدق الله العظيم
فان كان من المجرمين فيخرجون روحه بالضرب من مقدمته ودبره وقال الله تعالى : (فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ ﴿٢٧﴾ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّـهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ ﴿٢٨﴾) ﴿محمد: 27 - 28﴾
صدق الله العظيم 
ولاحقاً سوف نشرح هذه النقطة لأهميتها للدخول في موضوع المسوس الشيطانية
المهم نعود الى موضوعنا فالروح هي نسخة طبق الأصل لا تخضع للقوانين الفيزيائية المعروفة وتحتاج للجسد لكي تتواصل مع المحيط ولهذا نحن بأجساد
وتكون عمليات الاحاسيس في الجسد عباره عن كيمياء وفيزياء. بما نعرفها اليوم بالطب والأدوية الخاص بجسد الانسان.
فمثلاً لدينا الدماغ ولدينا العين , ان العين اشبه بالكيمرا الخاصه بالهاتف النقال , هذه الكيمرا لن تستفيد منها شيء بدون قطعه الكترونيه لمعالجة الصور التي تراها هذه الكيمرا ومعالجة الصور لابد لها ان تحتوي على ذاكره مؤقته (رام) ولكي يتم حفظ الصورة لابد ان يتوفر ذاكره دائمة (بما نعرفه اليوم بذاكرة الهاتف). ولكي يعمل كل هذا يحتاج الى طاقه (بطارية ونظام تشغيل (مثل نظام الاندرويد)).
فكذلك الانسان , لابد يتوفر على عين , وهذه العين مقابل الكيمرا العين وحدها لن تفيد بشيء فهناك اشخاص عيونهم سليمه تماماً لكنهم مصابين بالعمى !. فلهذا ان العين تحتاج الى معالجة ما تراه وهذا يحدث في منطقة مخصصه في الدماغ لمعالجة الصور ثم يحللها وتخضع لعدة قوانين منها مدى اهتمام هذا الانسان بما رآه ومدى تكراره وهل قد تم تسجيله سابقاً بذاكرته او لا وقوانين أخرى - وهذه المنطقة تنقل الصورة الى الروح - فان كان غير مهم غير لمره واحده فلن يقوم بحفظه مثل رقم كوبون شحن الرصيد للهاتف. فبمجرد ما ترى الرقم فان عينك تقوم بإرسال الصورة عن طريق شبكة الاعصاب الى الدماغ ويتم ارسال الصورة الى الذاكرة المؤقتة في العقل الواعي الذي يفكر - في الروح - ويتم تحليل هذه الصورة فيزيائياً على الدماغ كون الروح هنا تستخدم الجسد لكل هذه العمليات فيقوم عقلك الواعي بإرسال الصورة الى قلبك الذي في روحك والذي فيه الذاكرة الدائمة ولكنه يمر عبر فلتر بينهما هذا الفلتر يقوم بعمل مقارنه بين الصورة التي أتت من العين وبين المعلومات المخزنة مسبقاً فان كانت موجوده مسبقاً فيتعرف عليها مباشرة ويرد للعقل الواعي ان هذه الصورة موجوده مسبقاً فتعرفها , وهذا يحصل معنا في كل لحظة , عندما ترى زوجتك مثلاً فتعرفها .. فتخيل شخص يعرف زوجته ولكنه أصيب بالعمى هل سيعرف ان كانت موجودة امامه؟ لا.. الا ان سمع صوتها - مثلاً - فلذلك لكي يتعرف الانسان على شيء ويدركه فانه يحتاج الى استخدام الحواس وبما ان الحواس بالروح والروح داخل الجسد فإنها تكون ملزمه بما يأتي من الجسد وان كانت حاسة النظر فيها مشكله سواء من الدماغ او العين او الاعصاب التي تربط بينهما فان الروح لن تحصل على أي صوره ما دامت في الجسد.
إذاً نعود للموضوع مجدداً فعرفنا ان المعلومات حولنا لكي تصل الى الروح التي هي في الجسد، فإنها تمر بمراحل والتي كما أثبتنا انها ملزمه بما يحصل للجسد ما دامت فيه
والمراحل بشكل مبسط دون خوض بالتفاصيل الدقيقة هي:
  • الاولى ياخذ المعلومات من الحواس التي في الجسد مثل العين والانف والاذن والجلد وغيرها .
  • الثانية هذه المعلومه تنتقل الى المنطقة المخصصه في الدماغ عبر شبكة الاعصاب ليتم تحليلها ومعالجتها وتحويلها من اشارات عصبية الى صورة او صوت او الم او غيره .
  • الثالثه يتم ارسال هذه المعلومات الى الذاكرة المؤقته لمعالجتها عن طريق الروح بشكل فيزيائي بالدماغ.
  • الرابعة ترسل المعلومات الى فلتره بين الذاكرة المؤقته والذاكرة المستديمة في الروح وهذه الفلتره تخضع لقوانين صارمة منها مدى اهتمام قلب الروح (الذي فيه المشاعر والذاكرة المستديمة) بهذه المعلومه من عدمه ومدى تكرارها وهل هي مسجله مسبقاً او لا لهذا في الدراسه يلزم التكرار.
  • الخامسة في حالة اهميتها يتم تسجيلها في الذاكرة المستديمة ويتم فرز المعلومات على حسب الاهم اولاً . وهذا يعتمد على عدة شروط منها مدى تكرارها و قوة المشاعر المترافقة مع المعلومات وغيره لهذا نجد الصدمات النفسيه دوماً في المقدمة.
وبين كل تلك المراحل تمر تفاصيل دقيقه جداً.. تابع القراءة.. في الرابط التالي :

نسيم حميد المخلافي

هل اعجبك الموضوع :

تعليقات