القائمة الرئيسية

الصفحات

الانتفاضة ضد الشيطان - الأمراض والاحاسيس وكيف تفهمها الروح

الأمراض والاحاسيس وكيف تفهمها الروح

عرفنا سابقاً ان الروح والجسد يعملان بتناغم فان الجسد يعيش بالروح ويحتاجها للعيش ولكن الروح صحيح انها لا تحتاج للجسد لتحيا لكنها تحتاجه لتتفاعل مع الواقع المحيط بنا وتتأثر بتأثر الروح وذكرنا المراحل التي تمر بها المعلومات من الحواس وحتى الروح.

سنتعلم في هذا الجزء عن الامراض والاحاسيس وكيف تتم ترجمتها للروح
ان ترجمة احاسيس الروح في الجسد يكون كيميائياً وفيزيائيا ميكانيكياً..
دعونا نعود الى حين ولادة الانسان.
يولد الانسان رضيعاً لا يعلم شيء وذلك تصديقاً لقول الله تعالى : (وَاللَّـهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ ۙ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴿٧٨﴾) ﴿النحل: ٧٨﴾ صدق الله العظيم
وعندما يُخلق.. يُخلق بكل حواسه من سمع وبصر وذاكره مستديمة ومؤقته التي هي في قلب وعقل الانسان . وهذه هي الفطرة السليمة للإنسان فيصبح لديه نفس التي هي لا يمكن تجزئتها من الروح وبدونها لن توجد . وجسد مادي.
بعد الولادة بالفطرة السليمة كبشر فانه يكون ما زال لم يتعلم الطفل شيء وما زال لم ينمو دماغه كاملاً.. فان لم يعترض ذلك شيء واخذ كفايته من حليب امه فيكبر الطفل وينمو نمواً طبيعياً , وان اعترضه أي شيء سواء نقص شديد في المكونات الأساسية للعظام والدماغ فانه قد يصيبه إعاقة ما او مرض مزمن او أي تأثيرات كانت سواء كان ذلك بسبب سحر او إهمال او أسباب أخرى.
فالطب التقليدي لا يستطيع التفريق فيما ان كان هذا المرض بسبب سحر او مس او مرض عضوي من الانسان لان كلاهما تظهر في الفحوصات انها امراض عضويه.
على العموم.. عندما يكبر الطفل بشكل طبيعي يبدأ بتخزين المعلومات المحيطة به من عادات وتقاليد واساسيات الحياة كالمشي والاكل والكلام وغيرها حتى ينمو تماماً..
سنلاحظ ان الطفل الطبيعي دوماً يحتاج الى تكرار الفعل ليتعلمه، او تكرار الموقف فعندما يرى ابوه او امه او من حوله يتصرفون بتصرفات معينه فانه يبدأ بتقليدهم مع الوقت وهذه من شروط العقل اللاواعي (القلب) لتخزين المعلومات في الذاكرة المستديمة لتصبح قناعه وبرنامج ثابت فيه ويختلف ذلك من انسان لآخر.
في الروح، في الذاكرة المستديمة هناك برامج تأتي فطرياً، وهي ردود أفعال للمشاعر، فعندما يجوع الطفل الرضيع يبكي ليعبر عن جوعه , هو لا يدرك هذا ولم يفكر لأنه ما زال لا يفكر.. فكيف حصل ذلك..
ان الاكل والشرب هو حاجة الجسد لا الروح , وغذاء الروح ذكر الله سبحانه وتعالى, فالروح لا تجوع من ناحية الاكل وانما الجسد يجوع لإنه لكي يستمر بخدمة الروح والعمل لابد عليه ان يحصل على وقود ووقوده الاكل. وان لم يحصل على ذلك سوف يبدأ بالتلف والموت وعند الموت تغادره الروح.
فلهذا عند الجوع فان الجهاز العصبي في الجسم يرسل إشارات الى الدماغ لتفسر الى الروح إحساس بالجوع بالمراحل التي ذكرناها سابقاً
السؤال كيف تفسر الأمراض؟!
بنفس الأسلوب لكن هناك فرق بين الامراض العضوية التي تستهدف الجسد كالفيروسات والبكتيريا وغيرها وبين الامراض الروحية والنفسية.
الفرق هو ان الامراض العضوية تقوم بمحاولة تخريب الجسد نفسه فينقلب التأثير على الروح كإحساس بحيث ان أي تغيير في طبيعة الجسد فان كل ذلك يتم ارساله الى الدماغ والدماغ يرسله الى الروح وثم يرد القلب بالروح (الذاكرة المستديمة التي فيها كل البرامج والقناعات وردود الأفعال) يرد الى الدماغ مجدداً تلقائياً بالحلول الفطرية فتأمر الدماغ بعمل احترازات امنية لمواجهة هذا المرض فيأمر الدماغ جهاز المناعة بالتصدي لهذا الخطر عبر تحرك كريات الدم البيضاء وما شابهها من الأمور التي يعرفها الأطباء..
فإذاً تصل للدماغ إشارات بالاختلاف الجديد بالجسد (المرض) تفسر هذه الإشارات الى آلام او غيره من الاحاسيس للروح فترد الروح فطرياً بأوامر للدماغ ان يأمر الجسد بما عليه فعله.. وبدون الروح لن يعمل لا الدماغ ولا غيره فكيف يكون الدماغ من ذات نفسه من يفعل ذلك؟!
هذا النوع الأول من المرض والذي يستدعي التدخل الدوائي كون التدخل الدوائي يقوم بتغيير كيمياء الجسم عبر الادوية فيجبر الجسد على اصلاح المشاكل الموجودة به ثم تنتقل الاحاسيس الجديدة للروح فتشعر بالشفاء كمثال ..
والدليل الأكبر على هذا المخدرات فهي لا تتعاطاها الروح وانما يتعاطاها الجسد ويجبر الدماغ على تغييرات مخصصه تجعله مثلاً يهلوس هذه الهلوسات هي تغييرات في تحليلات الدماغ للحواس فيهلوس بالرؤية وعندما تنتقل المعالجات هذه للروح فإنه حتماً سيصلها مشوهه ولهذا تحس الروح بما يحدث للجسد ومجبره على ذلك بسبب تدخل طرف ثالث "المخدرات او الدواء" والامر اشبه بان يكون عندك 3 احواض متصلة الأول مع الثاني والثاني مع الثالث عن طريق مواسير وكان الماء يأتي من الحوض الأول نظيفاً فانه سيذهب للحوض الثاني نظيفاً والثالث سيصله الماء نظيفاً



وهذا مثال فيبدأ من الحواس ثم من الحواس للدماغ ثم من الدماغ للروح
لكن تخيل معي لو اضفنا صبغه لون الى الحوض الثاني
فانه سيكون الماء في الحوض الأول صافي وعندما يدخل للثاني سيتغير لونه فيدخل للثالث ولونه متغير


فكذلك الامر مع المخدرات فان الاحاسيس تصل للروح مشوهه فيهلوس.. الامر ذاته يحصل الامر نفسه مع المس فالمس ان أراد ان يخيل للمصاب شيء فانه يشوه الصورة في المرحلة الثانية وهي بالدماغ فهو يستهدف الدماغ لا العين والدليل انه ان أغمض المصاب عينه فانه سيستمر برؤية الخيال كما لو انه مفتوح العين! وسوف اشرح ذلك لاحقاً ان شاء الله..
ننتقل الان للنوع الثاني وهي الامراض الروحية والنفسية , فأما الامراض الروحية فهي تنقسم الى قسمين , مرض بسبب مس ومرض بسبب من الانسان نفسه نابعة من قلب روحة كمثل الحقد واما النفسية فهي كذلك نابعة من قلب الروح كمثل الاكتئاب مع العلم ان المس يمكنه انه يسبب امراض نفسيه كالاكتئاب وكذلك امراض أخرى مثل ما يسمى بانفصام الشخصية وغيرة.
وكل مرض سواء روحي او نفسي فانه كذلك يفسر على الجسد كأعراض عضويه.
الم تشعر من قبل ان حزنك على فراق حبيب لك كنت تشعر بأنه مؤلم فعلياً ؟! الم في صدرك وقلبك وثم تسوء صحتك الجسديه ؟!
اليس الحزن هي مشاعر لا فيروس ولا بكتيريا ؟! .. نعم هذا ما اتحدث عنه.
عندما يتعرض انسان لصدمة نفسيه فانه يتم ذلك عن طريق الحواس في بداية الامر ولو كان لا يسمع ولا يرى لما شعر بشيء كونه لم يدرك ما حصل والادراك يحتاج الى حواس .. فلذلك يتم اخذ المعلومات عن طريق الحواس , منها السمع والبصر .. ثم تمر بالمراحل التي ذكرناها سابقاً من تحليل لتلك الإشارات العصبية لترجمتها الى صور وصوت عبر الدماغ وارسالها الى الروح وهنا يحصل عدة أمور تحولها الى صدمة نفسيه , في مرحلة الفلترة يقوم العقل باسترجاع كل ما يخص تلك المعلومات من القلب (الذاكرة المستديمة) مثل صورة من تحب وذكرياتك معه وكل الاحاسيس تشعر بها في تلك اللحظة , إضافة الى مدى قناعاتك حول الحزن وتقواك لله , في حالة كانت تقواك لله وايمانك بالله كبير فانه لن يكون حزنك كمثل من لا تقوى له وحزنه سيكون مضاعف , اذا ماذا سيحصل ؟!
كل الذكريات الجميلة سوف تتبدل احاسيسها المرافقة لها.. فبدلاً مما ان كانت احاسيس جميله سوف تصبح احاسيس سلبية للغاية , وهو الحزن والالم لان الفلترة سوف تقارن بين الذكريات المسبقة وبين ما رايته انت في الوقت الحالي من فراق
وعندها سيتبدل الشعور الى الآلام واحزان , ماذا سيحصل بعدها ؟!
سوف تقوم الروح تلقائياً بأمر الدماغ ان يقوم بإفراز هرمونات تخص الحزن وسوف ترتفع سرعه دقات القلب وسوف يحصل تغيير كلي في جسدك
قد ترتفع نسبة السكر في الدم او ضغط الدم , وبسبب مثلا سرعة دقات القلب فان الجسد يحتاج الى اكسجين اكثر وان كان الامر زائد عن الحد الطبيعي سيشعر الانسان بضيق في التنفس لان ما يحتاجه الجسم من تنفس يفوق الحد الذي تستطيع الرئتين العمل عليه , وبنفس الوقت سوف يحصل اضطراب في الجهاز الهضمي , ولهذا نجد ان بعض الناس عندما يحزنون فانهم يفقدون الشهية او يصابون بإمساك او غثيان او أو .. 
كل هذا كيف حصل؟!
نعم كل هذا بسبب مشاعر نابعه من الروح نفسها فأثرت على الجسد واصابته بهذه الاعراض.. وهذا كله فقط بسبب عمليات تفكير .. فإن كنت لا تفكر فلن تنصدم لانه لم تفهم الموقف ولهذا الطفل الرضيع ان ماتت امه فانه لن يحزن لإنه لم يدرك بعد معنى الموت ولا غياب امه لا يعلم سببه..
إذاً متى تصبح الأعراض امراض؟! تصبح عندما تتكرر بكثرة وتتعمق في الحالة فهناك من يضل دوماً يفكر بالمشكلة التي وقع بها وهذا يجعل الاعراض السابقة مستمرة , وعندما يتكرر الامر لفتره فان قلبه سوف يأخذها على انها قناعه لانه كما قلنا ان التكرار يجبر القلب على ان يحفظ الشيء , مثله مثل الدراسة , ومثله مثل صوره جارك الذي لا تعرفه لكنك يومياً تراه فرغماً عنك تحفظ صورته وتضل محفوظه عندك رغم انك غير مهتم به ولا بمعرفته فهذا هو تأثير التكرار على قلب الروح (الذاكرة المستديمة)
وعندما تصبح تلك الاعراض قناعه وبرنامج في القلب فما الذي سيحصل؟! 
ستصبح مثلها مثل القناعات التلقائية لتنظيم عمل الجسم.. ولكن هذه سوف تجعل الجسم دائم في الشعور بتلك الاعراض او الامراض.. مثلها مثل القولون العصبي.. فالقلب بالروح يأمر الدماغ في الجسد بالسير على كل القناعات التي فيه .. فمعظم المصابين بالقولون العصبي كانت بدايته مشاكل نفسيه لكن بسبب تكرار الامر والاستمرار بها أصبحت مرضاً عضوياً بالجسد.. وهنا الأطباء يقومون بإعطائك دواء تركيبته " ميبريفين هيدروكلوريد" هذا الدواء يعمل كمهدئ ومنظم للقولون "الأمعاء الغليظة" وكما قلنا سابقاً لو تتذكرون ان الدواء عباره عن كيمياء تغير من كيمياء الجسد اجبارياً.. لهذا سوف تشعر براحه بعد استخدام العلاج، لان الدواء قام بتغيير الجسم لحالة افضل بحيث ان التغييرات تلك تم نقلها الى الدماغ ومن الدماغ الى الروح وهكذا شعرت بتحسن!
لكن لو ان تفكيرك مستمر - سلبياً - حتما سوف يكون مفعول الدواء مؤقتاً لان المسبب الخفي للمشكلة لم يتم علاجه.. والامر ذاته يحصل للممسوسين في المصحات النفسية فهم يحاولون تغيير كيمياء الدماغ عبر الأدوية ليخرج الانسان من تلك الحالة النفسية التي يعيشها لكن المشكلة ان كل الأدوية لا تنفع معه مطلقاً والسبب ايضاً كونهم لم يعالجوا السبب الأساسي الخفي، هم يرون فقط الاعراض ولكنهم لا يعلمون ان هناك طرف ثالث متحكم فهو ليس فيروس محصور الخطى والتحركات فيفهموه ويعالجوه بالأدوية بل المس روح أخرى داخل الجسد عاقله تتصرف بذكاء وتحت علم كبير لم يصل له الطب البشري بعد.
فكذلك امراض أخرى فمثلاً ان كان الانسان هذا يأكل أموال الربى فيأكل أموال فوق حقه المعلوم المقسوم فان الله سبحانه وتعالى يصيبه بمصائب اما في ذاته او في ممتلكاته ليطهر الله ماله تطهيرا من الربى الزائد, فمثلاً قد يولي له الله مشاكل تجعله دائم الهم بها فيصاب بمرض السكري بنفس الطريقة التي ذكرناها حول التأثير النفسي على الجسد وهكذا يضل دائم العلاج والخسارة غير مرتاحاً وان حاول علاج السكري يصيبه الله بمصيبه أخرى في شيء اخر وهكذا حتى يطهر الله ماله تطهيرا ويمحق الربى الذي كسبه ذلك الانسان ويعمل المس بنفس الطريقة - وسنشرح ذلك لاحقاً ان شاء الله - لهذا شبه الله الذي يعمل بالربى كالذي يتخبطه الشيطان من المس فان مرض بعضو ما ثم عالجته انتقل لجزء اخر ان استطعت علاجه وقال الله تعالى : (الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا ۗ وَأَحَلَّ اللَّـهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا ۚ فَمَن جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىٰ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّـهِ ۖ وَمَنْ عَادَ فَأُولَـٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴿٢٧٥﴾ يَمْحَقُ اللَّـهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ ۗ وَاللَّـهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ ﴿٢٧٦﴾) ﴿البقرة: 275 - 276﴾ صدق الله العظيم
وقال الله تعالى 
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ﴿٢٧٨﴾ فَإِن لَّمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِّنَ اللَّـهِ وَرَسُولِهِ ۖ وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ ﴿٢٧٩﴾) ﴿البقرة: 278 - 279﴾
صدق الله العظيم

نسيم حميد المخلافي - 1440

هل اعجبك الموضوع :

تعليقات